درويش واحداً من مجموعة من الشعراء والنقاد الفلسطينيين الذين أثروا الحضارة الفلسطينية والعالمية والعربية، وليست الفلسطينية فحسب، خاصة وأن في شعره يمتزج الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى، فقد قام بكتابة إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تم إعلانها في الجزائر.
ولد درويش عام 1941 في قرية البروة، وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا، حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك، وخرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1947 إلى لبنان، ثم عادت بشكل متخفي العام 1949، لتجد القرية وقد صارت قرية زراعية إسرائيلية محلها تحمل اسم 'أحي هود'، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في صحافة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، مثل الإتحاد والجديد التي أصبح فيما بعد مشرفاً على تحريرها، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.
اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مراراً بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئاً إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علماً بأنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو، وأسس مجلة الكرمل الثقافية. شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وحرر مجلة الكرمل، وكانت إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحاً بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.
وحصل الراحل على العديد من الجوائز منها:
-جائزة لوتس عام 1969.
-جائزة البحر المتوسط عام 1980.
-درع الثورة الفلسطينية عام 1981.
-لوحة أوروبا للشعر عام 1981.
-جائزة ابن سينا في الإتحاد السوفيتي عام 1982.
-جائزة لينين في الإتحاد السوفييتي عام 1983.
-الصنف الأول من وسام الإستحقاق الثقافي تونس 1993.
الوسام الثقافي للسابع من نوفمبر 2007 تونس.
-جائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2004.
-جائزة القاهرة للشعر العربي عام 2007.
وأعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية في 27 تموز-يوليو 2008 عن إصدارها طابعا بريديا يحمل صورة محمود درويش.
ويعد شاعر المقاومة الفلسطينية ومر شعره بعدة مراحل ومن بعض قصائده ومؤلفاته:
-عصافير بلا أجنحة (شعر) – 1960.
-أوراق الزيتون (شعر).
-عاشق من فلسطين (شعر)
-آخر الليل (شعر).
-مطر ناعم في خريف بعيد (شعر).
-يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص).
-يوميات جرح فلسطيني (شعر).
-حبيبتي تنهض من نومها (شعر).
-محاولة رقم 7 (شعر).
-أحبك أو لا أحبك (شعر).
-مديح الظل العالي (شعر).
-هي أغنية ... هي أغنية (شعر).
-لا تعتذر عما فعلت (شعر).
-عرائس.
-العصافير تموت في الجليل
-تلك صوتها وهذا انتحار العاشق.
-حصار لمدائح البحر (شعر).
-شيء عن الوطن (شعر).
-ذاكرة للنسيان.
-وداعاً أيها الحرب وداعا أيها السلم (مقالات).
-كزهر اللوز أو أبعد.
-في حضرة الغياب (نص) – 2006.
-لماذا تركت الحصان وحيداً.
-بطاقة هوية (شعر).
-أثر الفراشة (شعر) – 2008.
-أنت منذ الان غيرك (17 يونيو 2008، وانتقد فيها التقاتل الداخلي الفلسطيني).
-توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 آب-أغسطس 2008 بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش.
وأعلن الرئيس محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزناً على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفاً درويش 'عاشق فلسطين' و'رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء'.
إميل حبيبي
ومن هؤلاء الأعلام الذين أثروا الحضارة الإنسانية، كان إميل حبيبي:
إميل حبيبي هو أديب وصحافي وسياسي فلسطيني من العرب في إسرائيل، ولد في حيفا في 29 آب-أغسطس) 1921 حيث ترعرع وعاش حتى عام 1956 حين انتقل للسكن في الناصرة ومكث حتى وفاته وفي 1943 تفرغ للعمل السياسي في إطار الحزب الشيوعي الفلسطيني وكان من مؤسسي عصبة التحرر الوطني في فلسطين عام 1945، وبعد قيام دولة إسرائيل نشط في إعادة الوحدة للشيوعيين في إطار الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان أحد ممثليه في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بين 1952 و1972 عندما استقال من منصبه البرلماني للتفرغ للعمل الأدبي والصحافي.
عمل حبيبي في حقل الصحافة فعمل مذيعاً في إذاعة القدس (1942-1943)، ومحرراً في أسبوعية مهماز 1946، وترأس تحرير يومية 'الاتحاد'، يومية الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العربية، بين 1972 - 1989، وفي حقل الأدب، نشر حبيبي عمله الأول 'سداسية الأيام الستة' عام 1968 وبعده تتابعت الأعمال 'الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل' 1974، 'لكع بن لكع'1980، 'إخطيه' (1985) وأخيراً، 'خرافية سرايا بنت الغول' (1991)، وجعلت تلك الأعمال القليلة صاحبها أحد أهم المبدعين العرب وذلك لأسلوبه الجديد والمتميز في الكتابة الأدبية.
وفي عام 1989، إثر انهيار المنظومة الاشتراكية، أعاد النظر في بعض المسلمات النظرية مما سبب له خلافات فكرية وتنظيمية مع الحزب الشيوعي، اضطر على ضوئها إلى الاستقالة من جميع مناصبه الحزبية بما فيها رئاسة تحرير 'الاتحاد'، لكنه بقي عضوا في الحزب (الذي كان عضوا فيه منذ جيل 14 عاما) حتى عام 1991، حين استقال من الحزب، وفي عام 1990أهدته منظمة التحرير الفلسطينية 'وسام القدس' وهو أرفع وسام فلسطيني، وفي عام 1992 منحته إسرائيل 'جائزة إسرائيل في الأدب' وهي أرفع جائزة أدبية تمنحها الدولة، وفي العام الأخير من حياته انشغل بإصدار مجلة أدبية أسماها 'مشارف'.
رحل إميل حبيبي في أيار-مايو 1996، وأوصى أن تكتب على قبره هذه الكلمات: 'باق في حيفا'.
لحبيبي العديد من الأعمال أهمها:
-بوابة مندلباوم: نشرت عام 1954.
-النورية - قدر الدنيا: وهي مسرحية نشرت عام 1962.
-مرثية السلطعون: وقد نشرت بعد عام 1967.
-سداسية الأيام الستة (1968): وهي مجموعة قصصية تتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة في 1967 وعن فلسطيني 1948 ويحتوي الكتاب على القصص التالية:
-أم الروبابيكا: وهي مسرحية تتحدث عن فلسطينية باقية في وادي النسناس في حيفا تعيش وسط ركام بقايا جيرانها الذين هجروا عام 1948 وتنتظر عودة أهل مدينتها الفلسطينيين (التصوير مجازي).
-حين سعد مسعود بابن عمه.
-وأخيراً نوّر اللوز-العودة.
-الخرزة الزرقاء.
-عودة جبينه.
-الحب في قلبي.
-الوقائع الغريبة في حياة سعيد أبي النحس المتشائل (1974): وهو رواية ساخرة أنجزها إميل حبيبي على ثلاثة مراحل، تتحدث عن حياة فلسطيني في إسرائيل، وامتلاكه لأدوات وعيه في ظل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ومعاملة السلطات الإسرائيلية مع فلسطينيي 1948وذكرت ضمن أفضل مائة رواية عربية وترجمت إلى العبرية وأصبحت من أشهر المؤلفات العربية لدى الجمهور اليهودي في إسرائيل، وتتضمن ثلالثة كتب: الكتاب الأول: يعاد، والكتاب الثاني: باقية، والكتاب الثالث: يعاد الثانية.
-لكع بن لكع(1980)وهي مسرحية أيضاً، تتحدث عن التقاء قتلى فلسطينيين في الحرب الإسرائيلية الفلسطينية بإسرائيليين الذين يقتلون في العمليات الفدائية، صدرت بالتعاون مع دار الفارابي عن دائرة الإعلام والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية.
-إخطية(1985).
-خرافية سرايا بنت الغول(1991): وهي سيرة ذاتية للكاتب، يتحدث بها عن ازدواجية عمله في السياسة والأدب.
-نحو عالم بلا أقفاص (1992) يتحدث فيها إميل حبيبي عن أسباب تركه للحزب الشيوعي.
نشرت أغلب هذه الأعمال دائرة الإعلام والثقافة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية/دار الجليل/، وأنشأ إميل حبيبي مجلة مشارف التي تعتبر علامة فارقة في المجلات الثقافية العربية وتوقّفت لفترة قصيرة بعد وفاة مؤسّسها ثمّ عادت للصّدور في حيفا.
توفيق زياد
ومن هؤلاء الأعلام كذلك توفيق زياد.
هو توفيق زيّاد توفيق أمين زياد، كان شاعراً وكاتباً سياسياً فلسطينياً من مدينة الناصرة، ولد يوم السابع من أيار-مايو عام 1932 وتوفي عام 1994، توفي والده منذ الصغر فاضطر الاعتماد على نفسه في كل شي وحرص على إكمال تعليمه وسافر إلى الشام وتعلم مهنة التمريض لمدة ثلاث سنوات وكان حلمه أن يصبح طبيباً لكن الظروف السياسية والاقتصادية عرقلت برنامجه، أما والدته فقد اشتغلت في الارض وفي البيت وساهمت في العمل مع زوجها، فكانت تنهض في الفجر وتعجن عشرات الأرغفة لبيعها في الدكان لذلك أحب توفيق زياد أغنية سيد درويش التي تقول: 'الحلوة دي قامت تعجن في الفجرية' شغل منصب رئاسة بلدية الناصرة حتى وفاته، كما كان عضوا في الكنيسيت الإسرائيلي لعدّة دورات انتخابية عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي 'راكاح'.
بدأ توفيق زياد دراسته في مدينة الناصرة، انتقل بعدها إلى موسكو لدراسة الأدب الروسي-السوفييتي، وكان عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي وأصبح عضوا في الكنيست الإسرائيلي في عدّة دورات انتخابية عن الحزب منذ العام 1976 ، كما أنه كان رئيسا لبلدية الناصرة منذ 1975 حتى وفاته.
لعب توفيق زياد دورا مهما في إضراب أحداث يوم الأرض في 30 مارس 1975، حيث تظاهر ألوف من العرب من فلسطيني إسرائيل ضد مصادرة الأراضي وتهويد الجليل.
لتوفيق زيّاد العديد من الإعمال الأدبية من أشهرها 'أشد على أياديكم' المنشورة عام 1966، وقام بترجمة عدد من الأعمال من الأدب الروسي ومن أعمال الشاعر التركي ناظم حكمت.
ومن أعماله الشعرية:
أشدّ على أياديكم ( مطبعة الاتحاد، حيفا، 1966م ).
أدفنوا موتاكم وانهضوا ( دار العودة، بيروت، 1969م ).
أغنيات الثورة والغضب ( بيروت، 1969م ).
أم درمان المنجل والسيف والنغم ( دار العودة، بيروت، 1970م).
شيوعيون ( دار العودة، بيروت، 1970م ).
كلمات مقاتلة ( دار الجليل للطباعة والنشر، عكا، 1970م ).
عمان في أيلول ( مطبعة الاتحاد، حيفا، 1971م ).
تَهليلة الموت والشهادة (دار العودة، بيروت، 1972م ).
سجناء الحرية وقصائد أخرى ممنوعة (مطبعة الحكيم، الناصرة، 1973م).
السّكر المُر
بأسناني
وله أعماله الأخرى منها:
عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( دار العودة، بيروت، 1970م ).
نصراوي في الساحة الحمراء / يوميات ( مطبعة النهضة، الناصرة، 1973م.
صور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة ( المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1974م ).
حال الدنيا / حكايات فولكلورية ( دار الحرية، الناصرة، 1975م ).
لقد ظل زياد مستهدفاً من السلطة طيلة حياته، لقد رأوا فيه واحدا من الرموز الأساسية لصمود الشعب الفلسطيني وتصديه لسياسة الحكومة وممارساتها، عدد الاعتداءات التي تعرض لها بيته، حتى وهو عضو كنيست ورئيس بلدية، لا يحصى وفي كل يوم إضراب عام للجماهير العربية هاجموا بيته بالذات وعاثوا فيه خرابا واعتدوا على من فيه. قصته في يوم الارض معروفة فعندما حاولت الحكومة إفشال إضراب يوم الارض 30 آذار 1976 الذي قررته لجنة الدفاع عن الأراضي، لكنه اثبت لهم أن القرار قرار الشعب والشعب أعلن الإضراب ونجح وكان شاملا فنظمت السلطة اعتداءاتها وقتلت الشباب الستة وجرحت المئات وهاجمت بيت توفيق زياد ' سمعت الضابط باذني وهو يأمر رجاله طوقوا البيت واحرقوه' تقول زوجة توفيق زياد.
وتكرر الاعتداء في إضراب صبرا وشاتيلا 1982 وفي إضراب سنة 1990 وفي إضراب مجزرة الحرم الإبراهيمي 1994 وفي مرات كثيرة أصيب أفراد عائلته وضيوفه بالجراح جراء الاعتداءات وكانوا ينفذون الاعتداء وهم يبحثون عن توفيق زياد شخصيا حتى في الإضراب 1994 وتوفيق زياد يقود كتلة الجبهة البرلمانية في الجسم المانع الذي بدونه ما كانت تقوم حكومة رابين، أطلقت الشرطة قنبلة غاز عليه وهو في ساحة الدار، غير أن أبشع الاعتداءات كان في أيار 1977 قبيل انتخابات الكنيست إذ جرت محاولة اغتياله، ونجا منها بأعجوبة حتى اليوم لم تكشف الشرطة عن الفاعلين لكن توفيق زياد عرفهم واجتمع بهم واخبره عن الخطة وتفاصيلها وكيف نفذوها.
من قصيدته 'انا هنا باقون'.
كاننا عشرون مستحيل
في اللد والرملة والجليل
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج
وفي عيونكم
زوبعة نار
هنا على صدوركم باقون كالجدار
ننظف الصحون في الحانات
ونملا الكؤوس للسادات
ونمسح البلاط في المطابخ السوداء
حتى نسل لقمة الصغار
من بين أنيابكم الزرقاء
غسان كنفاني
كذلك من هؤلاء الأعلام، غسان كنفاني (عكا 1936 - بيروت 8 يوليو 1972)، وهو كاتب فلسطيني تم اغتياله على يد جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) في 8 يوليو 1972 عندما كان عمره 36 عاما بتفجير سيارته في منطقة الحازمية قرب بيروت.
كتب بشكل أساسي بمواضيع التحرر الفلسطيني، وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي عام 1948 أجبر وعائلته على النزوح فعاش في سوريا كلاجئ فلسطيني ثم في لبنان حيث حصل على الجنسية اللبنانية، وأكمل دراسته الثانوية في دمشق وحصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952وفي ذات العام تسجّل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق ولكنه انقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، انضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953.
ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية (1961) التي كانت تنطق باسم الحركة مسؤولا عن القسم الثقافي فيها، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة (المحرر) اللبنانية، وأصدر فيها (ملحق فلسطين) ثم انتقل للعمل في جريدة الأنوار اللبنانية وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أصدرت الجبهة جريدة ناطقة باسمها حملت اسم 'مجلة الهدف' وترأس غسان تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة، وتزوج من سيدة دانماركية (آن) ورزق منها ولدان هما فايز وليلى وأصيب مبكرا بمرض السكر.
غسان الوحيد بين أشقائه ولد في عكا، فقد كان من عادة أسرته قضاء فترات الإجازة والأعياد في عكا، ويروى عن ولادته أن أمه حين جاءها المخاض لم تستطع أن تصل إلى سريرها قبل أن تضع وليدها وكاد الوليد يختنق بسبب ذلك وحدث هذا في التاسع من نيسان عام 1936. كان من نصيب غسان الالتحاق بمدرسة الفرير بيافا وكان يحسد لأنه يدرس اللغة الفرنسية زيادة عما يدرسه غيره، ولم تستمر دراسته الابتدائية هذه سوى بضع سنوات، فقد كانت أسرته تعيش في حي المنشية بيافا وهو الحي الملاصق لتل أبيب وقد شهد أولى حوادث الاحتكاك بين العرب واليهود التي بدأت هناك إثر قرار تقسيم فلسطين، لذلك فقد حمل الوالد زوجته وأبناءه وأتي بهم إلي عكا وعاد هو إلى يافا، أقامت العائلة هناك من تشرين عام 47 إلى إن كانت إحدى ليالي أواخر نيسان 1948 حين جري الهجوم الأول على مدينة عكا.
بقي المهاجرون خارج عكا على تل الفخار (تل نابليون) وخرج المناضلون يدافعون عن مدينتهم ووقف رجال الأسرة أمام بيت جدنا الواقع في أطراف البلد وكل يحمل ما تيسر له من سلاح وذلك للدفاع عن النساء والأطفال إذا اقتضى الأمر ومما يذكر هنا أن بعض ضباط جيش الإنقاذ كانوا يقفون معنا وكنا نقدم لهم القهوة تباعا علما بان فرقتهم بقيادة أديب الشيشكلي كانت ترابط في أطراف بلدتنا. وكانت تتردد على الأفواه قصص مجازر دير ياسين ويافا وحيفا التي لجأ أهلها إلى عكا وكانت الصور ما تزار ماثلة في الأذهان وفي هذا الجو كان غسان يجلس هادئاً كعادته ليستمع ويراقب ما يجري.
استمرت الاشتباكات منذ المساء حتى الفجر وفي الصباح كانت معظم الأسر تغادر المدينة وكانت أسرة غسان ممن تيسر لهم المغادرة مع عديد من الأسر في سيارة شحن إلى لبنان فوصلوا إلى صيدا وبعد يومين من الانتظار استأجروا بيتاً قديما في بلدة الغازية قرب صيدا في أقصي البلدة علي سفح الجبل، استمرت العائلة في ذلك المنزل أربعين يوما في ظروف قاسية إذ أن والدهم لم يحمل معه إلا النذر اليسير من النقود فقد كان أنفقها في بناء منزل في عكا وآخر في حي العجمي بيافا وهذا البناء لم يكن قد انتهى العمل فيه حين اضطروا للرحيل ومن الغازية انتقلوا بالقطار مع آخرين إلى حلب ثم إلى الزبداني ثم إلى دمشق حيث استقر بهم المقام في منزل قديم من منازل دمشق وبدأت هناك مرحلة أخرى قاسية من مراحل حياة الأسرة.
غسان في طفولته كان يلفت النظر بهدوئه بين جميع إخوته وأقرانه ولكن كنا نكتشف دائماً أنه مشترك في مشاكلهم ومهيأ لها دون أن يبدو عليه ذلك.
في دمشق شارك أسرته حياتها الصعبة، أبوه المحامي عمل أعمالاً بدائية بسيطة، أخته عملت بالتدريس، هو وأخوه صنعوا أكياس الورق، ثم عمالاً، ثم قاموا بكتابة الاستدعاء أمام أبواب المحاكم وفي نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دروسه الابتدائية.
بعدها تحسنت أحوال الأسرة وافتتح أبوه مكتباً لممارسة المحاماة فأخذ هو إلى جانب دراسته يعمل في تصحيح البروفات في بعض الصحف وأحياناً التحرير واشترك في برنامج فلسطين في الإذاعة السورية وبرنامج الطلبة وكان يكتب بعض الشعر والمسرحيات والمقطوعات الوجدانية.
كانت تشجعه على ذلك وتأخذ بيده شقيقته التي كان لها في هذه الفترة تأثير كبير علي حياته وأثناء دراسته الثانوية برز تفوقه في الأدب العربي والرسم وعندما أنهى الثانوية عمل في التدريس في مدارس اللاجئين وبالذات في مدرسة الاليانس بدمشق والتحق بجامعة دمشق لدراسة الأدب العربي وأسند إليه آنذاك تنظيم جناح فلسطين في معرض دمشق الدولي وكان معظم ما عرض فيه من جهد غسان الشخصي وذلك بالإضافة إلى معارض الرسم الأخرى التى أشرف عليها.
وفي هذا الوقت كان قد انخرط في حركة القوميين العرب وقد كان غسان يضطر أحيانا للبقاء لساعات متأخرة من الليل خارج منزله مما كان يسبب له إحراجا مع والده الذي كان يحرص على إنهائه لدروسه الجامعية وأعرف أنه كان يحاول جهده للتوفيق بين عمله وبين إخلاصه ولرغبة والده.
وفي أواخر عام 1955 التحق للتدريس في المعارف الكويتية وكانت شقيقته قد سبقته في ذلك بسنوات وكذلك شقيقه وفترة إقامته في الكويت كانت المرحلة التي رافقت إقباله الشديد والذي يبدو غير معقول على القراءة وهى التي شحنت حياته الفكرية بدفقة كبيرة فكان يقرأ بنهم لا يصدق وكان يقول انه لا يذكر يوماً نام فيه دون أن ينهي قراءة كتاب كامل أو ما لا يقل عن ستمائة صفحة وكان يقرأ ويستوعب بطريقة مدهشة.
وهناك بدأ يحرر في إحدى صحف الكويت ويكتب تعليقا سياسياً بتوقيع 'أبو العز' لفت إليه الأنظار بشكل كبير خاصة بعد أن كان زار العراق بعد الثورة العراقية عام 1958 على عكس ما نشر بأنه عمل بالعراق.
وفي الكويت كتب أيضاً أولي قصصه القصيرة 'القميص المسروق' التي نال عليها الجائزة الأولي في مسابقة أدبية وظهرت عليه بوادر مرض السكري في الكويت أيضاً وكانت شقيقته قد أصيبت به من قبل وفي نفس السن المبكرة مما زاده ارتباطاً بها وبالتالي بابنتها الشهيدة لميس نجم التي ولدت في كانون الثاني عام 1955. فأخذ غسان يحضر للميس في كل عام مجموعة من أعماله الأدبية والفنية ويهديها لها وكانت هي شغوفة بخالها محبة له تعتز بهديته السنوية تفاخر بها أمام رفيقاتها ولم يتأخر غسان عن ذلك إلا في السنوات الأخيرة بسبب ضغط عمله وفي عام 1960حضر غسان إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية كما هو معروف.
بيروت كانت المجال الأرحب لعمل غسان وفرصته للقاء بالتيارات الأدبية والفكرية والسياسية وبدأ عمله في مجلة الحرية ثم أخذ بالإضافة إلى ذلك يكتب مقالاً أسبوعيا لجريدة 'المحرر' البيروتية والتي كانت ما تزال تصدر أسبوعية صباح كل اثنين ولفت نشاطه ومقالاته الأنظار إليه كصحفي ومفكر وعامل جاد ونشيط للقضية الفلسطينية فكان مرجعاً لكثير من المهتمين وعام 1961 كان يعقد في يوغوسلافيا مؤتمر طلابي اشتركت فيه فلسطين وكذلك كان هناك وفد دانمركي وكان بين أعضاء الوفد الدانمركي فتاة كانت متخصصة في تدريس الأطفال قابلت هذه الفتاة الوفد الفلسطيني ولأول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية واهتمت الفتاة اثر ذلك بالقضية ورغبت في الاطلاع عن كثب على المشكلة فشدت رحالها إلى البلاد العربية مرورا بدمشق ثم إلى بيروت حيث أوفدها أحدهم لمقابلة غسان كنفاني كمرجع للقضية وقام غسان بشرح الموضوع للفتاة وزار وإياها المخيمات وكانت هي شديدة التأثر بحماس غسان للقضية وكذلك بالظلم الواقع على هذا الشعب.
ولم تمض على ذلك عشرة أيام إلا وكان غسان يطلب يدها للزواج وقام بتعريفها علي عائلته كما قامت هي بالكتابة إلى أهلها وقد تم زواجهما بتاريخ 19-10-1961 ورزقا بفايز في 24-8-1962 وبليلي في 12-11-1966.
بعد أن تزوج غسان انتظمت حياته وخاصة الصحية إذ كثيراً ما كان مرضه يسبب له مضاعفات عديدة لعدم انتظام مواعيد طعامه وعندما تزوج غسان كان يسكن في شارع الحمراء ثم انتقل إلى حي المزرعة، ثم إلى مار تقلا أربع سنوات حين طلب منه المالك إخلاء شقته قام صهره بشراء شقته الحالية وقدمها له بإيجار معقول وفي بيروت أصيب من مضاعفات السكري بالنقرس وهو مرض بالمفاصل يسبب آلاماً مبرحة تقعد المريض أياماً ولكن كل ذلك لم يستطع يوماً أن يتحكم في نشاطه أو قدرته على العمل فقد كان طاقة لا توصف وكان يستغل كل لحظة من وقته دون كلل.
وبرغم كل انهماكه في عمله وخاصة في الفترة الأخيرة إلا أن حق بيته وأولاده عليه كان مقدساً، كانت ساعات وجوده بين زوجته وأولاده من أسعد لحظات عمره وكان يقضى أيام عطلته (إذا تسنى له ذلك) يعمل في حديقة منزله ويضفي عليها وعلى منزله من ذوق الفنان ما يلفت النظر رغم تواضع قيمة موجوداته.
أدب غسان وإنتاجه الأدبي كان متفاعلا دائما مع حياته وحياة الناس وفي كل ما كتب كان يصور واقعا عاشه أو تأثر به ومن أعماله:
-'عائد إلى حيفا'و'أرض البرتقال الحزين'و'موت سرير رقم 12' و'رجال في الشمس' وقصته 'ما تبقي لكم' التي تعتبر مكملة 'لرجال في الشمس' وقصص 'أم سعد' وقصة ودراسة عن ثورة 1936 في فلسطين.
بعد أن استلم رئاسة تحرير جريدة 'المحرر' اليومية استحدث صفحة للتعليقات السياسية الجادة وكان يحررها هو وآخرون وقد استحدثت إحدى كبريات الصحف اليومية في بيروت صفحة مماثلة .
وكانت الدراسة الوحيدة الجادة عن الأدب الصهيوني لغسان ونشرتها مؤسسة الأبحاث بعنوان 'في الأدب الصهيوني' وأشهر الصحافيين العرب يكتب الآن عن حالة اللاسلم واللاحرب ولو عدنا قليلا إلى الأشهر التي تلت حرب حزيران 67 وتابعنا تعليقات غسان السياسية في تلك الفترة لوجدناه يتحدث عن حالة اللاسلم واللاحرب أي قبل سنوات من الاكتشاف الأخير الذي تحدثت عنه الصحافة العربية والأجنبية.
كان غسان شعباً في رجل، كان قضية، كان وطناً، ولا يمكن أن نستعيده إلا إذا استعدنا الوطن.
عمل في الصحف والمجلات العربية التالية: عضو في أسرة تحرير مجلة 'الرأى' في دمشق، عضو في أسرة تحرير مجلة 'الحرية' في بيروت، رئيس تحرير جريدة 'المحرر' في بيروت، رئيس تحرير 'فلسطين' في جريدة المحرر، رئيس تحرير ملحق 'الأنوار' في بيروت، صاحب ورئيس تحرير 'مجلة الهدف' في بيروت، وصمم العديد من ملصقات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، كما رسم العديد من اللوحات.
ومن مؤلفات الشهيد: موت سرير رقم 12- بيروت، 1961، أرض البرتقال الحزين – بيروت، 1963، رجال في الشمس – بيروت،1963 - قصة فيلم 'المخدوعون'، الباب - مسرحية، عالم ليس لنا- بيروت، 1970، ما تبقى لكم- بيروت،1966 - قصة فيلم السكين، عن الرجال والبنادق - بيروت، 1968، أم سعد – بيروت،1969، عائد إلى حيفا – بيروت، 1970، الشيء الآخر – صدرت بعد استشهاده، في بيروت، 1980 - العاشق، الأعمى والأطرش، برقوق نيسان (روايات غير كاملة نشرت في مجلد أعماله الكاملة) - القنديل الصغير-بيروت.
كذلك له بحوث أدبية ومؤلفات سياسية منها:
- أدب المقامة في فلسطين المحتلة. - الأدب العربي المقاوم في ظل الاحتلال 1948-1968. - في الأدب الصهيوني.
- المقاومة الفلسطينية ومعضلاتها.
- مجموعة كبيرة من الدراسات والمقالات التي تعالج جوانب معينة من تاريخ النضال الفلسطيني وحركة التحرر الوطني العربية (سياسياً وفكرياً وتنظيمياً).
- ثورة 36-39 في فلسطين- خلفيات و تفاصيل و تحليل.
الجوائز التي نالها غسان:
-نال في 1966 جائزة أصدقاء الكتاب في لبنان عن روايته 'ما تبقى لكم'.
-نال اسمه جائزة منظمة الصحفيين العالمية في 1974 وجائزة اللوتس في 1975.
-منح اسمه وسام القدس للثقافة والفنون في 1990.
استشهد صباح يوم السبت 8-7-1972 بعد أن انفجرت عبوات ناسفة كانت قد وضعت في سيارته تحت منزله مما أدي إلي استشهاده مع إبنة شقيقته لميس حسين نجم (17 سنة).
ادوارد سعيد
كذلك من هؤلاء الأعلام إدوارد وديع سعيد (1 نوفمبر 1935 - 25 سبتمبر 2003 أستاذ الأدب المقارن في جامعة كولومبيا، الكاتب والناقد والأكاديمي الفلسطيني الأمريكي المعروف، توفي بمرض اللوكيميا.
ولد إدوارد سعيد في القدس 1 نوفمبر 1935 لعائلة مسيحية، وبدأ دراسته في كلية فيكتوريا في الإسكندرية في مصر، ثم سافر سعيد إلى الولايات المتحدة كطالب، وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة برنستون عام 1957 م ثم الماجستير عام 1960 والدكتوراه من جامعة هارفارد عام 1964 م.
قضى سعيد معظم حياته الأكاديمية أستاذا في جامعة كولومبيا في نيويورك، لكنه كان يتجول كأستاذ زائر في عدد من كبريات المؤسسات الأكاديمية مثل جامعة يايل وهارفرد وجون هوبكنز. تحدث سعيد العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وألم بالإسبانية والألمانية والإيطالية واللاتينية وإدوارد سعيد هو من أتباع الكنيسة البروتستانتية الإنجيلية.
أصدر بحوثا ودراسات ومقالات في حقول أخرى تنوعت من الأدب الإنجليزي، وهو اختصاصه الأكاديمي، إلى الموسيقى وشؤون ثقافية مختلفة.
ومن كتبه: الاستشراف عام 1978م، ثم مسألة فلسطين عام 1979م، وبعد السماء الأخيرة عام 1986م، وكلاهما عن الصراع العربي الإسرائيلي، ثم متتاليات موسيقية عام 1991، والثقافة والإمبريالية عام 1993 والذي يعتبر تكملة لكتابه الاستشراف، إلى جانب كتب الأدب والمجتمع وتغطية الإسلام ولوم الضحية والسلام والسخط وسياسة التجريد وتمثيلات المثقف و غزة أريحا: سلام أمريكي. بعد معرفته بخبر إصابته بمرض السرطان في 1999 بدأ في كتابة مذكراته باسم خارج المكان (out of place).
يعتبر كتابه الاستشراف من أهم أعماله و يعتبر بداية فرع العلم الذي يعرف بدراسات ما بعد الكولونيالية كان سعيد منتقدا قويا ودائما للحكومة الإسرائيلية والأميركية لما كان يعتبره إساءة وإهانة الدولة اليهودية للفلسطينيين وكان من أشد المعارضين لاتفاقيات أوسلو.
توفي في إحدى مستشفيات نيويورك 25 سبتمبر 2003 عن 67 عاما نتيجة إصابته بمرض اللوكيميا ( سرطان الدم ).
خليل السكاكيني
كذلك كان خليل السكاكيني (23 يناير 1878 - 13 أغسطس عام 1953) أديب ومرب فلسطيني مقدسي مسيحي اهتم باللغة والثقافة العربية ويعتبر من رواد التربية الحديثة في الوطن العربي الأمر الذي كان له أثر كبير في تعليم عدة أجيال وكان عضوا في المجمع الغوي في القاهرة.
نشر له اثني عشر مؤلفا في حياته وعاش في فترات متلاحقة في كل من فلسطين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وسوريا ومصر واعتقل في القدس أثناء الحرب العالمية الثانية وسجن في دمشق ولكنه تمكن من الخلاص من سجنه والتحق بقوات الثورة العربية وفي طريقه للانضمام ليهم كتب نشيد الثورة العربية.
ولد خليل السكاكيني في القدس وتلقى تعليمه في المدرسة الأرثوذوكسية في القدس، ثم انتقل إلى الكلية الجمعية الإنجليكانية التبشيرية (CMS) ومنها إلى كلية صهيون الإنجليزية في القدس ودرس فيها الآداب، ثم انتقل بعد تخرجه عام 1908 إلى المملكة المتحدة لفترة وجيزة انتقل بعدها إلى أمريكا، حيث عمل في تعليم اللغة العربية وساهم في كثير من المطبوعات الصادرة في ولايات الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية كما قام بالكثير من أعمال الترجمة، لكنه قرر العودة إلى الوطن قبل مضي عام على قدومه إلى أمريكا.
حال عودته إلى فلسطين، عمل السكاكيني صحفيا في جريدة الأصمعي المقدسية كما درَّس اللغة العربية في مدرسة الصلاحية في القدس وامتد نشاطه إلى تدريس الأجانب اللغة العربية فيما يعرف بالأميريكان كولوني (the American Colony) في القدس ، إلا أنه قرر أن ينشيء مدرسته الخاصة في القدس عام 1909 أسماها بمناسبة اعتماد دستور الإمبراطورية العثمانية الجديد، المدرسة الدستورية.
تمسك خليل السكاكيني بعروبته دعاه لمطالبة كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس إلى تعريب لغتها وتعريب الصلوات فيها وطالبها وبأن لا يصلى فيها باللغة اليونانية وأن لا تستخدم فيها إلا اللغة العربية، ونشر في هذا الصدد منشورا عام 1913 بعنوان 'النهضة الأرثوذكسية في فلسطين'، هذا الأمر دعا الكنيسة إلى إعلان إبعاده منها.
آمن بتحديث وسائل التعليم واستخدام الوسائل البصرية، وكتب عدة مؤلفات تشرح منهجه كما أنه أعد وألف الكثير من كتب المناهج الدراسية في مجال اللغة العربية، وكان من أهمها كتاب اللغة العربية للصف الأول الابتدائي الذي يبدأ بدرس كلمتي (راس - روس) المدعمة بالصور والشرح ودرس هذا الكتاب عشرات الآف من الطلاب من بدايات العشرينات وحتى عدة سنوات بعد وفاته وإلى منتصف الستينات.
وفي نوفمبر 1918، أثناء الحرب العالمية الأولى طالبت الحكومة المواطنين الأمريكيين بتسليم أنفسهم وإلا عدّوا جواسيس، أحد معارف السكاكيني، آلتر ليفين الذي كان يهوديا أمريكيا لم يسلم نفسه بل التجأ إلى بيت خليل السكاكيني الذي آواه لعدة أيام إلى أن اكتشفت الشرطة أمره فتم اعتقالهما ونقلا إلى السجن في دمشق.
قضى خليل السكاكيني في السجن حوالي شهرين ونصف، تم بعدها إطلاق سراحه بالكفالة فأقام في دمشق حوالي 10 أشهر حتى آب-أغسطس 1918 حيث غادرها مع مجموعة من الرجال للانضمام إلى الثورة العربية الكبرى في الحجاز، ثم جاء مصر لكن السلطات الإنجليزية منعته من دخول فلسطين فأقام في مصر نحو شهرين حتى تمكن من العودة إلى القدس.
عين عام 1919 مديرا لدار المعلمين في القدس لكنه استقال احتجاجا على تعيين هيربيرت صاموئيل اليهودي الأصل ليشغل منصب المندوب السامي لبريطانيا في فلسطين، وبعد مغادرة هربرت صموئيل فلسطين عاد للعمل مفتشا عاما للغة العربية في فلسطين، وبدأ بكتابة مقالاته وأشعاره السياسية المعارضة في المقتطف والهلال والسياسة الأسبوعية.
أنشأ العديد من المدارس منها:
المدرسة الدستورية عام 1909
المدرسة الوطنية عام 1925.
كلية النهضة في القدس عام 1938.
له عدة مؤلفات منها:
فلسطين بعد الحرب الكبرى (القدس سنة 1920).
مطالعات في اللغة والأدب (القدس سنة 1925).
سريّ (القدس سنة 1935).
حاشية على تقرير لجنة النظر في تيسير قواعد اللغة العربية (القدس سنة 1938).
لذكراكِ (القدس سنة 1940).
وعليه قس (القدس سنة 1943).
ما تيسّر - جزءان (القدس سنة 1943، 1946).
الجديد في القراءة العربية - أربعة أجزاء (القدس بين سنة 1924 وسنة 1933).
الأصول في تعليم اللغة العربية - الدليل الأول والدليل الثاني (القدس سنة 1934،1936).
كذلك كانت هناك عدة كتب نشرت بعد وفاته منها:
كذا أنا يا دنيا (مختارات من يومياته أعدتها للنشر هالة السكاكيني، القدس 1955).
يوميات خليل السكاكيني (نشره مركز خليل السكاكيني في رام الله عام 2004 بتحرير أكرم مسلم).
رشحه الأديب المصري طه حسين للعمل في مجمع اللغة العربية، ولكن القدر لم يمهله ثانية ففجع بوفاة ولده الوحيد سري السكاكيني فجأة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1953. أحزنه هذا كثيرا ومات بعد وفاة ابنه بثلاثة أشهر في 13 أغسطس 1953، ووعنيت ابنتاه دمية وهالة بعد وفاته بجمع مذكراته.
إميل توما
ومن هؤلاء الأعلام إميل توما الذي ولد في عام 1919، وتوفي في عام 1985 في حيفا ، مسقط رأسه وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الطائفة الأرثوذوكسية في حيفا وأنهى الثانوية في كلية صهيون في القدس عام 1937.
التحق بجامعة كمبردج وقطعت دراسته مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، وفي هذا العام انتسب إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني السري، وكان من المبادرين لتأسيس عصبة التحرر الوطني في عام 1943، وفي 14 أيار 1944 صدر العدد الأول من جريدة الاتحاد وكان إميل توما صاحبها ورئيس تحريرها الأول. اعتقل في لبنان في نيسان 1948 وأفرج عنه في أيلول من نفس العام، وفي نيسان 1949 عاد إلى حيفا ليتابع عمله في الحزب الشيوعي وتحرير الاتحاد، وفي عام 1965 التحق بمعهد الاستشراف في موسكو حيث نال شهادة الدكتوراه على كتابه 'مسيرة الشعوب العربية ومشاكل الوحدة العربية'.
كتب مئات المقالات في السياسة والثقافة والتاريخ وصدر له خمسة عشر كتابا، من أبرزها ' تاريخ مسيرة الشعوب العربية'، 'جذور القضية الفلسطينية'، 'منظمة التحرير الفلسطينية.
يعتبر إميل توما من أول وأهم مؤرخي القضية الفلسطينية، ومنذ صدور كتابه جذور القضية الفلسطينية في مطلع السبعينات تحول إلى أهم المراجع لدراسة تاريخ القضية الفلسطينية، كذلك يعتبر مؤلفه عن منظمة التحرير الفلسطينية الذي صدر في الثمانينات مرجعا أساسا لدراسة حركة التحرير الفلسطينية، (ترجم إلى العبرية) ولم تقتصر اهتمامات إميل توما على القضية الفلسطينية بل شملت كل حركة التحرر العربية وهي موضوع أطروحة الدكتوراه التي قدمها عام 65 إلى معهد الاستشراف في موسكو، كذلك نشر دراسات في الصهيونية والجماهير الفلسطينية في إسرائيل، وفي الثقافة العربية، كل ذلك إضافة إلى نشاطه السياسي اليومي قائدا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية ومحاضرا في البلاد والخارج.
جبرا إبراهيم جبرا
ومن الأعلام كذلك جبرا إبراهيم جبرا الذي ولد في 1919، وتوفي في 1994) وهو مؤلف و رسام، وناقد تشكيلي فلسطيني من السريان الأرثوذكس الأصل، ولد في بيت لحم في عهد الانتداب البريطاني وأنتج نحو 70 من الروايات والكتب المؤلفة والمترجمة المادية، وترجم عمله إلى أكثر من اثنتي عشرة لغة وكلمة جبرا آرامية الأصل تعني القوة والشدة.
ولد في بيت لحم درس في القدس وانكلترا وأمريكا ثم تنقل للعمل في جامعات العراق لتدريس الأدب الانجليزي وهناك حيث تعرف عن قرب على النخبة المثقفة وعقد علاقات متينة مع أهم الوجوه الأدبية مثل السياب والبياتي ويعتبر من أكثر الأدباء العرب إنتاجا وتنوعا إذ عالج الرواية والشعر والنقد وخاصة الترجمة كما خدم الأدب كإداري في مؤسسات النشر، عرف في بعض الأوساط الفلسطينية بكنية 'أبي سدير' التي استغلها في الكثير من مقالاته سواء بالانجليزية أو بالعربية.
قدم جبرا إبراهيم جبرا للقارئ العربي أبرز الكتاب الغربيين وعرف بالمدارس والمذاهب الأدبية الحديثة، ولعل ترجماته لشكسبير من أهم الترجمات العربية للكاتب البريطاني الخالد، وكذلك ترجماته لعيون الأدب الغربي، مثل نقله لرواية 'الصخب و العنف' التي نال عنها الكاتب الأميركي وليم فوكنر جائزة نوبل للآداب. ولا يقل أهمية عن ترجمة هذه الرواية ذلك التقديم الهام لها، ولولا هذا التقديم لوجد قراء العربية صعوبة كبيرة في فهمها.
أعمال جبرا إبراهيم جبرا الروائية يمكن أن تقدم صورة قوية الإيحاء للتعبير عن عمق ولوجه مأساة شعبه، وإن على طريقته التي لا ترى مثلباً ولا نقيصة في تقديم رؤية تنطلق من حدقتي مثقف، مرهف وواع وقادر على فهم روح شعبه بحق، لكنه في الوقت ذاته قادر على فهم العالم المحيط به، وفهم كيفيات نظره إلى الحياة والتطورات. توفي جبرا إبراهيم جبرا سنة 1994 ودفن في بغداد.
في الشعر لم يكتب الكثير ولكن مع ظهور حركة الشعر النثري في العالم العربي خاض تجربته بنفس حماس الشعراء الشبان، وفي الرواية تميز مشروعه الروائي بالبحث عن أسلوب كتابة حداثي يتجاوز أجيال الكتابة الروائية السابقة مع نكهة عربية وعالج بالخصوص الشخصية الفلسطينية في الشتات من أهم أعماله الروائية 'السفينة' و'البحث عن وليد مسعود' و'عالم بلا خرائط' بالاشتراك مع عبد الرحمان منيف.
وفي النقد يعتبر جبرا إبراهيم جبرا من أكثر النقاد حضوراً ومتابعة في الساحة الثقافية العربية ولم يكن مقتصرا على الأدب فقط بل كتب عن السينما والفنون التشكيلية علما أنه مارس الرسم كهواية.
وفي الترجمة مازال إلى اليوم جبرا إبراهيم جبرا أفضل من ترجم لشكسبير إذ حافظ على جمالية النص الأصلية مع الخضوع لنواميس الكتابة في اللغة العربية كما ترجم الكثير من الكتب الغربية المهمتمة بالتاريخ الشرقي مثل 'الرمز الأسطورة' و'ما قبل الفلسفة'.
اه العديد من المؤلفات:
1- في الرواية:
صراخ في ليل طويل – 1955.
صيادون في شارع ضيق - بالإنجليزية 1960.
رواية السفينة – 1970.
البحث عن وليد مسعود – 1978.
عالم بلا خرائط - 1982 بالاشتراك مع عبد الرحمن منيف.
الغرف الأخرى – 1986.
يوميات سراب عثمان.
شارع الاميرات.
عرق وبدايات من حرف الياء.
2- في الشعر:
تموز في المدينة 1959.
المدار المغلق1964.
لوعة الشمس 1978.
3- الترجمة:
هاملت - ماكبث - الملك لير - عطيل - العاصفة - السونيتات لشكسبير.
برج بابل - أندريه مارو.
الأمير السعيد - أوسكار وايلد.
في اتظار غودو صامويل بيكيت.
الصخب والعنف - وليام فوكنر.
ما قبل الفلسفة - هنري فرانكفورت.
3- دراسات:
ترويض النمرة.
الحرية والطوفان.
الفن والحلم والفعل 1986.
تأملات في بنيان مرمري.
النار والجوهر.
الأسطورة والرمز.
عبد كريم الكرمي ابو سلمى
كذلك كان من هؤلاء الأعلام عبد كريم الكرمي (1909-1980) ولقبه أبو سلمى، شاعر فلسطيني ولد في مدينة طولكرم، أنهى مراحله التعليمية حتى الثانوية في دمشق، ثم انتقل إلى القدس، التحق بمعهد الحقوق في القدس وعمل في حقلي التدريس والمحاماة، ثم انتقل إلى بيروت وعاش فيها بقية عمره.
ولد عبد الكريم بن سعيد بن علي الكرمي في مدينة طولكرم بفلسطين عام 1909م، وعاش في أسرة اشتهرت بالعلم والدين والأدب، فقد نبغ عدد من أفرادها كعلماء وأدباء، فهو شقيق الأديبين أحمد شاكر الكرمي وحسن الكرمي ووالده الشيخ سعيد الكرمي عالم مشهور، وأحد طلائع رجال النهضة العربية المعاصرة. كان فقيهاً بالدين واللغة، وشاعراً وأديباً يجيد الخطابة وكان أحد ثمانية تأسّس منهم المجمع العلمي العربي بدمشق، ونائباً لرئيس المجلس وعمل من بعد سنة 1922م قاضياً للقضاة في حكومة 'شرق الأردن'، ثم رئيساً لأول مجمع علمي في الأردن، وتوفي في طولكرم سنة 1935م.
وكان الشيخ سعيد شديد العطف على ابنه عبد الكريم، وكان يحرص على أن ينشأ على أفضل الصّفات وأكمل السّجايا، وترعرع عبد الكريم على هذا العطف ونشأ على تشجيع والده له، وتغذّى بلبان العلم والأدب.
تلقى عبد الكريم دراسته الابتدائية في مدرسة طولكرم الحكومية وفي عام 1918م انتقل إلى دمشق، وواصل دراسته وفي دمشق كان يحضر مجلس والده، وفيه أهل علم وأدب، فكان يستفيد كثيراً من مجالس العلم، ويقرأ الكتب الأدبية النافعة وقد أتاحت له مجالس العلم هذه تكوين خبرة اجتماعية وإثراء ثقافته وتكامل شخصيته.
وفي منتصف عام 1922م غادر والده دمشق إلى عمان حيث أصبح قاضياً للقضاة ورئيس مجلس المعارف، فانتقل معه، ودرس سنة واحدة في مدرسة السّلط الثانوية ثم غادر عبد الكريم إلى دمشق ليلتحق بمدرسة التجهيز الأولى ( مكتب عنبر ) وخلال دراسته في المكتب تعرّف إلى فتاة تدعى (سلمى) فأحبّها ونظم فيها قصيدة، وحين علم أساتذته بذلك كنّوه بأبي سلمى وبعد حصوله على شهادة البكالوريا السورية عام 1927م، قصد بيت المقدس، وعُيّن معلماً في المدرسة العمرية، ثم انتقل إلى المدرسة البكرية، ثم المدرسة الرشيدية وانتسب إلى معهد الحقوق في القدس حيث نال منه شهادة المحاماة.
وفي عام 1936م أقالته السّلطات البريطانية من التدريس، فقد نظم قصيدة نشرتها مجلة الرسالة القاهرية بعنوان ( يا فلسطين ) هاجم فيها السلطات البريطانية لعزمها على إنشاء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبّر الذي زاره الخليفة العادل عمر بن الخطاب، فاستدعاه مدير التعليم البريطاني مستر فرل، وأبلغه قراره بفصله من العمل، وبعد أن فقد أبو سلمى وظيفته التعليمية بالقدس، ضمّه صديقه إبراهيم طوقان إلى دار الإذاعة الفلسطينية، واستمرّ يعمل في جهازها الإعلامي إلى أن استقال من عمله.
وفي عام 1943م قصد أبو سلمى مدينة حيفا وافتتح مكتباً زاول فيه مهنة المحاماة، وبدأ عمله بالدفاع عن المناضلين العرب المتهمين في قضايا الثورة الفلسطينية وأصبح في فترة قصيرة محامياً مرموقاً في فلسطين، وظل يعمل في حقل المحاماة حتى عام 1948م، حيث اضطر إلى مغادرة حيفا نازحاً إلى دمشق وهناك زاول مهنة المحاماة والتدريس، ثم عمل بوزارة الإعلام السورية وأسهم في العديد من المؤتمرات العربية والآسيوية والإفريقية والعالمية. وفي عام 1980م وافته المنيّة، ودفن في دمشق.
ومن الشخصيات التي أثّرت في ثقافة عبد الكريم الأدبية أخوه الناقد الفلسطيني أحمد شاكر الكرمي فقد تلقى أبو سلمى الدّربة والصّقل الأدبي على يديه ولقي منه التشجيع، وتعرّف عن طريقه إلى العديد من الكتّاب والأدباء السّوريين والعرب.
وكان أيضاً دوراً واضحاً في التأثير لمدرسة عنبر التي خرّجت عدداً من الشعراء والأدباء، ففي هذا المعهد لقي أبو سلمى من معلّميه الرعاية والتنشئة الأدبية الصالحة وبهذا نرى أن عبد الكريم قد تغذّى بلبان العلم والأدب منذ صغره واستطاع أن يكوّن نفسه تكويناً أدبياً وثقافياً جيداً وصار وثيق الصلة بالأدب وبالثقافة العربية القديمة والحديثة والمعاصرة وامتدت ثقافته العامة إلى الأدب العالمي عن طريق اللغة الفرنسية التي يتقنها، والمؤتمرات الأدبية والثقافية والسياسية التي حضرها في كثير من أقطار العالم، إضافة إلى ذلك صلته الوثيقة بالأدباء والشعراء في الوطن العربي وفي أقطار العالم الأخرى.
أبو سلمى، شاعر وأديب من جيل الشعراء الرّواد الذين سجّلوا بأمانة وصدق أحداث وطنهم وأمتهم، وأسهموا بالكلمة الحرّة الجريئة في قضايا تلك الأحداث وشعره يتّسم بالوضوح، والمعنى النبيل، والنغمة الأخاذة، واللغة المتينة، ويتوافر فيه الخيال المبتكر ويحس القارئ لشعره بدفء الكلمة وقوّة التعبير وصدق الانتماء.
نظم شعره في مجالات كثيرة، وجوانب متعدّدة، ففيه الشعر الوطني الذي نظمه لفردوسه المفقود بخاصة، ولوطنه العربي بشكل عام وفيه الشعر الإنساني والاجتماعي، والرّثاء والأناشيد، والحب والغزل، وغير ذلك من فنون الشعر ونظم قصائد رائعة، كل واحدة منها كأنها لوحة رسمتها يد فنّان عبقري.
لقد أراد أبو سلمى للشعر أن يكون فنّاً جماهيرياً شعبياً يصوّر كل إحساسات الشعب ومعاناته، وما يجري حوله من أحداث، فشعره يكاد يكون سجلاً للنكبة بكل أبعادها وهو يفرّق بين الشعر الملتزم بقضية شعبه والشعر المأجور، ويضع حدّاً فاصلاً بين نوعين من الشعر فيقول: الشّعر كالناس في الكون حرف حرٌّ وحرف ذليل، وإنّ الشعر الحق هو الشعر الملتزم بقضايا الجماهير وآلامها وآمالها.
من مؤلفاته:
1- المشرد، شعر 1935.
2- أغنيات بلادي، شعر.
3- الثورة، مسرحية.
4- أغاني الأطفال، شعر.
5- كفاح عرب فلسطين، دراسة.
6- أحمد شاكر الكرمي، دراسة.
7- الأعمال الكاملة، بيروت 1978.
كذلك من مؤلفاته:
المشرد (1953).
أغنيات بلادي (1959).
في فلسطين ريشتي (1971).
أما مجموعته الشعرية الكاملة فنشرت في عام 1978.
معين بسيسو
ومن هؤلاء الأعلام معين بسيسو وهو شاعر فلسطيني من مواليد غزة 1926 وعاش في مصر وأنهى علومه الابتدائية والثانوية في كلية غزة عام 1948، وبدأ النشر في مجلة ' الحرية ' اليافاوية ونشر فيها أول قصائده عام 1946، التحق سنة 1948 بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وتخرج عام 1952 من قسم الصحافة وكان موضوع رسالته 'الكلمة المنطوقة والمسموعة في برامج إذاعة الشرق الأدنى'، وتدور حول الحدود الفاصلة بين المذياع والتلفزيون من جهة والكلمة المطبوعة في الصحيفة من جهة أخرى وانخرط في العمل الوطني والديمقراطي مبكرا، وعمل في الصحافة والتدريس وفي 27 كانون الثاني- يناير 1952 نشر ديوانه الأول ( المعركة ) وسجن في المعتقلات المصرية بين فترتين الأولى من 1955 إلى 1957 والثانية من 1959 إلى 1963 واستشهد في لندن عام 1984.
ومن أعماله الشعرية:
المسافر (1952م).
المعركة (دار الفن الحديث، القاهرة، 1952م).
الأردن على الصليب (دار الفكر العربي، القاهرة، 1958م).
قصائد مصريّة / بالاشتراك (دار الآداب، بيروت، 1960م).
فلسطين في القلب (دار الآداب، بيروت، 1960م).
مارد من السنابل (دار الكاتب العربي ، القاهرة، 1967م).
الأشجار تموت واقفة / شعر (دار الآداب، بيروت، 1964م).
كرّاسة فلسطين (دار العودة، بيروت، 1966م).
قصائد على زجاج النوافذ (1970م).
جئت لأدعوك باسمك (وزارة الإعلام، بغداد، 1971م
الآن خذي جسدي كيساً من رمل (فلسطين، بيروت، 1976م).
القصيدة / قصيدة طويلة (دار ابن رشد، تونس، 1983م).
الأعمال الشعرية الكاملة / مجلد واحد (دار العودة، بيروت، 1979م).
آخر القراصنة من العصافير.
حينما تُمطر الأحجار.
ومن أعمال شعرية درامية للتلفزيون:
محاكمة ابن المقفع في 7 ساعات من إخراج صلاح أبو هنود.
رسائل إلى ال