كانت القرية مبنية على رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي الجنوبي ويخترق أحد الأودية الغربي. وكانت بيت جرجا تقع على بعد نحو كيلومتر من الطريق العام الساحلي وهذا ما أتاح لها الاتصال بغزة والمجدل ويافا وغيرها من المدن كما كانت تبعد البعد نفسه تقريبا عن خط سكة الحديد الساحلي. وكان طرق فرعية عدة وطرق أخرى ترابية تربطها بالقرى المجاورة وقد سماها الجغرافي العربي ياقوت الحموي(توفي سنة 1229) وقال أنها مسقط رأس أبي المفضل الجرجي الذي كان في زمانه محدث فلسطين. في سنة 1596 كانت بيت جرجا (المسماه خطا بيت خرجا في الوثائق العثمانية) قرية في ناحية غزة(لواء غزة) وكان فيها 468 نسمة. وكانت تدفع الضرائب على القمح والشعير وأشجار الفاكهة والماعز وخلايا النحل وفي زمن ما اختفت القرية العثمانية فثمة نقش حجري في مسجدها يشير إلى أن بيت جرجا الحديثة أنشئت في سنة 1825 (أو في وقت يسبق ذلك بعض الشيء). وفي أواسط القرن التاسع عشر وصفت القرية بأنها قرية صغيرة وفيها جنائن وتتزود المياه من صهاريج ومن بركة.
كان شكل القرية مماثلا لشبه المنحرف وكانت قاعدته الكبرى (حيث تم معظم التوسع) إلى الشمال الغربي وفي موازاة الطريق المؤدية إلى قرية بربرة المجاورة وكانت منازل بيت جرجا المبنية بالطين والطوب تتخللها أزقة ضيقة. أما سكانها فكانوا من المسلمين ويعتنون بمقام يعتقدون أنه قبر (النبي) جرجا ويقع في الطرف الشرقي مشرفا على وادي العبد. في سنة 1932, أنشئت مدرسة ابتدائية في القرية, أيضا بضعة متاجر صغيرة وكان بعض الآبار التي يتراوح عمقها بين 30 و80 مترا, يمد القرية بمياه الشرب والري وكانت الزراعة تقوم على الحبوب والخضروات والفاكهة في 1944\1945 , كان ما مجموعه 434 دونما مخصصا للحمضيات والموز و6911 دونما للحبوب و618 دونما مرويا أو مستخدما للبساتين. أما بقايا القرية قبل القرن التاسع عشر, بما في ذلك أسس المنازل القديمة وإحدى الآبار وهي التي كان الصليبيون يدعونها أموهده, تضم بقايا أو آون فخارية وبعض الصهاريج وبركة.
إحتلال القرية وتطهيرها عرقيا
من المرجح أن تكون بيت جرجا احتلت في أواخر عملية يوآف (أنظر بربرة, قضاء غزة) في أواخر تشرين الأول\ أكتوبر, أو أوائل تشرين الثاني\ نوفمبر 1948 .وظروف ذلك الاحتلال غير متاحة, إلا إن المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يشير إلى أنها احتلت مع المجدل في 4-5 تشرين الثاني \ نوفمبر, أن لم يكن ذلك تم قبل هذا التاريخ بأيام قليلة. كما لم يعرف شيء عن مصير سكانها, إلا إن موريس يقول إن سكان المنطقة كلهم تقريبا فروا منها أو طردوا خلال هذه العملية في اتجاه قطاع غزة على الأغلب وقد قام بالأمر قائد القطاع الجنوبي الإسرائيلي وقائد البلماح يغال ألون, وذلك بموجب خطة (دالت).
القرية اليوم
يحيط سياج من الأسلاك الشائكة بالموقع, ولم يبق ماثلا للعيان سوى الأزقة والركام. وما زال أحد المنازل قائما في الطرف الشمالي للقرية, مع بعض أشجار الجميز ونبات الصبار وبعض أراضي القرية مزروع بينما تغطي الأحراج بعضها الآخر. المغتصبات الصهيونية على اراضي القرية
لا مستعمرات إسرائيلية على أراضي القرية.
غير أن أراضي قرية بربرة المدمرة المجاورة لها, على ما يبدوا تتداخل مع أراضي بيت جرجا وهذا يعني أن المستعمرات الثلاث القائمة على أراضي بربرة(مفكيم وغيئا وتلمي يافي), قريبة من أراضي بيت جرجا.