اسعدكم الله
في يومٍ نظر الأسد إلى البئر
وقال:
سأقفز عليك أيها اللئيم وأتخلص منك فلا زعيم هنا غيري
وفي هذه الأثناء حطّ العصفور على الغصن فوق الأسد
وقال: إياك أيها الملك فهذا خيالك على الماء
وإن تقفز فستغرق وتموت
فأعاد الأسد النظر وتأكد من صحة كلام العصفور
وقال:أحسنت أيها العصفور لقد أنقذت حياتي، وستكون رفيقي وصديقي
فرح العصفور بذلك ولم يستطع الطيران من الفرح
وصار يلازم الأسد في كل كبيرة وصغيرة بل صار من ندمائه المقربين
وهكذا مرت الأيام والشهور وبدأ الأسد يضيق ذرعا من العصفور
وفي أحد الأيام كان يجلس مع مستشاره الضبع، وظن أن العصفور غائب
ولكن العصفور كان بالقرب من مجلسه يلعب بلطف
فقال الأسد للضبع: لقد مللت هذا العصفور الغبي، فهو لا يحسن شيئا
هزيل وضعيف وإني أفكر في نتف ريشه
ثم أخذا يضحكان ويقهقهان بصوت عال، وما علما أن العصفور يسمع كل الحديث
وكأن الرمح ولج إلى قلبه، تألم العصفور كثيرا من هذا الحديث
وغاب عن مجلس الأسد لفترة ثمّ في يوم عاد وجلس بين يدي الملك
وقال: اغرس نابك في جناحي
استغرب الأسد لطلب العصفور وأبى
فعاود العصفور بتصميم: فقال : اغرس نابك في جناحي
ففتح الأسد فكه وعض العصفور فأحدث له جرحا بليغا
رحل العصفور وهو يجر نفسه، ولم يره الملك لفترة طويلة
حتى جاء اليوم الذي عاد فيه العصفور سليما معافى واحتل وسط المجلس وقال
أتتذكر يوما تكلمت فيه مع الضبع وأهنتني واحتقرتني ونسيت خيري وعشرتي
إن جرح عضتك شفي وسلم جناحي وهو الآن معافى ولن أتذكر هذا الجرح
ولكن الجرح الذي أصاب القلب لن يشفى ولن يلتئم
ومن ذا الذي يشفي القلوب غير الله
فاعلم أنك حطمت قلبي ولم تحطم جناحي....... فجرح الجسد يشفى وجرح القلب يدوم.
وقال: إلا المحب فقد يسامح وينسى، وأنا أحببتك وسامحتك ونسيت